حكايات الحمال مع البنات(٣٩)
تلخيص كتاب ألف ليلة وليلة |
وقال الوزير للملك بعد أن طلب منه معرفة القاتل فى غضب وهدده بقتله هو وأبناء عمه ان لم يعرف القاتل : أمهلنى ثلاثة أيام
قال : أمهلتك
وخرج الوزير من بين يديه ومشى فى المدينة وهو حزين وقال فى نفسه : كيف أعرف من قتل هذه الصبية حتى أحضره للملك وإن أحضرت له غيره يصير معلقا بذمتي ولا أدري ما أصنع فجلس في بيته ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع أرسل له الملك يطلبه فلما حضر لقصر الملك وقابله قال له : أين قاتل الصبية
قال الوزير : يا أيها الملك أنا لا أعلم الغيب حتى أعرف قاتلها
فاغتاظ الملك وأمر بقتله على باب قصره وأمر مناديا ينادى فى شوارع بغداد وهو يقول : من أراد الفرجة على شنق الوزير وأولاد عمه على باب قصر الملك ليخرج ليتفرج فخرج الناس من جميع الحارات ليتفرجوا على شنق الوزير أولاد عمه ولم يعلموا سبب ذلك ثم أمر بنصب الخشب فنصبوه وأوقفهم تحته لأجل الشنق وصاروا ينتظرون الإذن من الملك وصار الخلق يتباكون على الوزير وعلى أولاد عمه فبينما هم كذلك وإذا بشاب حسن نقى الأثواب يمشى بين الناس مسرعا إلى أن وقف بين يدي الوزير وقال له: سلامتك من هذه الوقفة يا سيد الأمراء وكهف الفقراء أنا الذي قتلت القتيلة التى وجدتموها فى الصندوق فاقتلنى فيها واقتص منى
فلما سمع الوزير كلام الشاب وما أبداه من الخطاب فرح بخلاص نفسه وحزن على الشاب فبينما هم في الكلام وإذا بشيخ كبير يفسح الناس ويمشي بينهم بسرعة إلى أن وصل إلى الوزير والشاب فسلم عليهما ثم قال : أيها الوزير لا تصدق كلام هذا الشاب فإنه ما قتل هذه الصبية إلا أنا فاقتص لها منى
فقال الشاب : أيها الوزير إن هذا الشيخ كبير خرفان لا يدري ما يقول وأنا الذي قتلتها فاقتص منى
فقال الشيخ : يا ولدى أنت صغير تشتهى الدنيا وأنا كبير شبعت من الدنيا وأنا أفديك وأفدى الوزير وبنى عمه وما قتل الصبية إلا أنا فبالله عليك أن تعجل بالإقتصاص منى فلما نظر إلى ذلك الأمر تعجب منه وأخذ الشاب والشيخ وطلع بهما عند الملك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق